يطل علينا العدد الجديد (96) من مجلة حراء بموضوعات متنوعة فكرية وأدبية وعلمية وثقافية وتربوية، ليشكل منها وحدة موضوعية تعالج كثيرًا من القضايا الآنية المتعلقة بالفرد والمجتمع.
تسلط الضوء فيه على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية، بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.
تفتتح المجلة عددها بمقالها الرئيس “مهندسو المستقبل” للأستاذ فتح الله كولن، والذي قال فيه: “مهندسو المستقبل رجال قلب حقًّا؛ ضمائرهم مضيئة، ومشاعرهم صافية، وأفكارهم كخلية شهدٍ تتوهج بالمعرفة الربانية، وأجواؤهم جنة يعمها الأمن وتسودها الطمأنينة. من لازمهم نال السعادة، ومن نأى عنهم حُرِم السكينة والسلام”.
إنه “الموضوع الرئيس الذي يشير إلى أن تلك القامات السامقة قد علّقوا قلوبهم بجمال لا يذبل أبدًا، فلن يصرف عيونهم عن ذلك الجمال شيء حتى ولو كان في استقبالهم حور الجنان”.
وإذا كان الأستاذ “كولن” قد وضع أســس هذا البنــاء الفكري والروحي للأمة، وذلك بقلوب رجال مخلصين، فقد تناول الدكتور “العطري بن عزوز” جانبًا محوريًّا آخر وهو “استغلال كل الوسائل والطرق التي تحقق مقاصد الدعوة إلى الله عز وجل”، وذلك من خلال مقاله الموسوم ب “الذكاء الاصطناعي وواقع الدعوة إلى الله” والقائل فيه: “لا بد مــن العمــل على توظيــف الــذكاء الاصطناعي في الدعوة إلى اللــه والأعمال الخيرية، ويجــب على الداعيــة أن يطــور مهاراتــه وكفاءاته لفهم مــا يطلبه المدعو والوسيلة التي يتعامل بها”.
وينوِّه الأستاذ “صلاح الشهاوي” في مقاله “الوراقون والنساخون ودورهم في حفظ التراث“، عن أهمية وحجم التراث العربي والإسلامي العظيم الذي لم يكن لولا وجود الورق والوراقين والنساخ قائلاً: “أقامت الحضارة الإسلامية نهضتها على أكتاف المكتبات، وأن هذه المكتبات قد أقامت نهضتها على أكتاف النساخين والوراقين الذين اضطلعوا بنسخ الآلاف المؤلفة من المخطوطات والمدونات التي شملت كافة مجالات العلوم والمعرفة الإنسانية”.
كما سنتعرف على أن الطبيعة بها الكثير من الكائنات الملهمة في شكلها وخلقها وكفاءة أدائها، بحيث يمكن أن تكون مصدرًا للعديد من الأفكار والابتكارات في عالم هندسة الماكينات والآلات وذلك في مقال الدكتور “يحيى وزيري” الموسوم ب “عندما تُحاكَى الطبيعة“. والقائل فيه: “وتعتبر الطبيعة (خلق الله) هي أهم مصدر لتلك الحلول والابتكارات، التي يمكن أن تستلهم عن طريق دراسة الكائنات الحية (النباتات والحيوانات) وكذلك الأنظمة البيئية المختلفة”.
وفي مجال العلوم يُطلعنا الدكتور “محمد السقا عيد” من خلال مقاله “كيف نشعر بطعم الطعام؟” على أن التكامل الوظيفي بين حاسة الشم وحاسة الذوق، هو دليل على التصميم المعجز والخارق لجسم الإنسان، ولا يمكن حدوث ذلك إلا بإمكانية واحدة لا غير، وهي أنها مخلوقة من قبل خالق السماوات والأرض الذي أوجدها وصممها، وأوكل إليها مهامها، وألهمها أعمالها وسخرها لخدمة الإنسان“.
ويعرفنا الأستاذ “ محمد زين العابدين” من خلال مقاله “البكتيريا.. هل يمكن العيش بدونها؟” على منافع البكتيريا المتعددة ودورها بالنسبة لطعامنا، ودورها في تخصيب المحاصيل، ودورها في الطب وصحة الإنسان والحيوان قائلاً: “تعيش بعض أنواع البكتيريا معيشة تكافلية في أمعاء الإنسان والحيوان، فهي تساعد في هضم بعض المواد الدهنية والسليلوزية، وفي بناء فيتامينَي B, K في أمعاء الإنسان والحيوان”.
هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويدفعهم إلى تنمية ملكات الإبداع والتأمل لديهم، والله الموفِّق والمستعان.
various Issues of Hira: Arabic Quarterly magazine
Subscription for 1 year (4 issues): www.hiramagazine.com
Author: ANT Stores
Publisher:
ISBN 9772357022004
Dimensions: 11 x 8 inches